(3)
في غرفة يُحيط بها الظلام من كل جانب، تفتح همسة عيونها ببطىء شديد، لِـ تَجِد يديها مُكتفَة وهناك شريط من اللزق موضوع على شفتيها يمنعها من الحديث، ظلت تنظر إلى يديها والى تلك الغرفة الملعو*نة بإستغراب وآخر ما تتذكره هو حديثها مع هايدي ومها، إذًا ماذا جاء بي إلى هنا؟
كل هذة الأشياء وأكثر تدور برأسها..
دَبّ الرعب في قلبها، عندما رأت أن الباب يُفتَح وذلك الظلام يذهب شيئًا فَـ شيء، ثم ظهر أمامها ذلك المدعو بسامِح، ينظُر لها نظرة يملؤها الخُبث والسعادة ثم هتف وهو يغمز لها: إيه يامُزة شكلك مضايق؟
مش عاجبك المكان أغيرهولك؟
ظلت همسة تُحِرك جسدها على الكرسي، تُحاول فك نفسها، وأيضًا تحاول أن تتحدث، ولكن بائت كل محاولتها بالفشل.
تحرك إتجاهها وهو يتحسس وجها قائلًا: إيه ياهموستي مالك، بطلي فرك على الكرسي عشان مش هتستفادي حاجة، ومحدش هيعرف مكانك، فَـ بطلي فرك وهدي أعصابك ياحبيبتي، عشان نعدي ليلتنا دي على خير.
أنهى حديثه وهو يغمز لها غمزة خبيثة.
ظلت تُحرِك جسدها على الكرسي بعنف شديد، ولم تيأس أبدًا،
وإذ فجأةً يَشد سامح اللزق من على فمها، وهو يزفر بقوة: ها عايزة تقولي ايه، شِلت اللزق ولكن أكتر من كده متحلميش.
نظرت له بكره شديد ثم قالت بقوة غريبة: انت عايز مني إيه، الحقارة وصلت بيك لإنك تخطفني؟.
ضحك بأعلى صوته قائلًا وهو يمسك فمها بغضب: مَتعَلّيش صوتك عليّا ياقطة، لإني زي ما خطفتك أقدر أعمل أكتر من كده بكتير، وأعتقِد انتي عرفتي ده كويس.
وبعدين تفتكري خاطفك ليه، عشان سواد عيونك مثلًا؟
فوقي يابت وإعرفي قيمتك كويس، ده انتي مبتعرفيش تتكلمي كلمتين عِدّل على بعض فوقي ياماما لنفسك، أنا جايبك هنا بسببك، بيقولوا أحيانًا الإنسان بيضُر نَفسُه، وانتي عملتي كده في نفسك لما ضربتيني بالقلم في قلب الجامعة، وكتير شاف ده لسوء حظك، وتاني حاجة اني جيتلك بالزوق وقولتلك تتجوزيني وانتي رفضتي، ثم أكمل بكل حقارة ونظرة الخبث لم تتخلى عن عينيه: ولكن أنا النهاردة بعد اللي هعمله فيكي هخليكي تقولي ياريتني كنت وافقت أتجوزه أحسن من اللي هيحصلي، ده احنا ليلتنا هتبقى فل أن شاءالله.
أنهى حديثة وظل يضحك بشدة كالمجنون.
دبّ الرعب في قلب تلك الجالِسة التي لا حول لها ولا قوة، كانت همسة خائفة وَبِشدة من ذلك المجنون الواقف أمامها، ظلت تدعو الله في سرّها أن يُنجيها من بين براثينة.
قطع سامح حبل أفكارها وهو يقترب منها ويفك الحبل من عليها..
وعِندّ فك حِصارها، حاولت أن تهرب وتهرول ولكنه لحق بها وأمسكها بعنف من يديها مُرددًا: متحاوليش ياهمسة، مش هتعرفي تهربي مني، إعتبري نهايتك قرّبت خلاص.
ومن ثُم أسقطها على الفِراش يحاول نزع ملابِسها، مُحاوِلًا أن يُقبِّلها، وهي ظلت تحاول وبِشدة الفِرار منه، والنجاة.
وبالفعل إستطاعت الهروب من بين يديه،
وإذ فجأةً يُفتَح الباب ويَدخُل منه ظُباط الشُرطة ومعهم تيّام.
الذي عندما رأته همسة حاولت أن تختبإ خلفَهُ.
تحدث أحد ظباط الشرطة قائلًا_هاتوه.
وبالفعل أمسكوا به وحاوطوا أيديه بالأصفاد.
وقبل أن يغادروا به الغرفة، نظر لهمسة نظرة يملؤها الغضب وحرك نظره إلى تيّام ثم هتف قائلًا موجِهًا حديثه لهما: والله ما هسيبك ياقُطة، وانت إنت كمان ياعم روميو ياللي عاملي فيها البطل، مش هسيبك في حالك انت كمان.
وضع تيّام يديه في جيوب بِنطالة بِثقة ونظر له ببرود ولا مُبالاة من حديثة، ولم يُجيب..
كاد أن يُغادَروا الغُرفة حتى أوقفهم تيّام مُرددًا: لحظة لو سمحت، ثم إلتفت إلى همسة قائلًا: همسة متخافيش، خلاص مفيش حاجة وحشة هتحصلك، انا بس عايزك تكوني قوية دلوقتي وتاخدي حقك منه، إتصرفي معاه زي مانتي عايزة، ثم نظر لها نظره يملؤها الطمأنينة، وانا معاكِ متقلقيش محدش هيقربلك.
إستطاع تَيّام أن يبث الطمأنينة في قلب همسة، وبالفعل سارت نحو سامح وهي تنظر له بكره شديد ومن ثم رفعت يديها وصفعته أول مرة مُرددة: دي عشان بس حاولت تخطفني.
ثم صفعته مرة أخرى: ودي عشان، عشان حاولت تلمسني.
ثم صفعته مرة أخرى أيضًا: ودي عشان تخطيت حدودك معايا، وعشان كلامك عليّا بطريقة وحشة.
سامح كان يثور بين يديّ الظباط يحاول الهجوم عليها بسبب ضرّ*بها له ولكن بائت محاولاته بالفشل، ثم نظر لها نظرة أخيرة يتوعد لها.
ومِن ثُم ذهبوا به ظُباط الشُرطة.
_______________________________
عِند السيارة..
بتوتر شديد هتفت همسة: شـ ششكرًا إنك أنقذتني.
هتف بخفة: من العفو ياهمسة، احنا موجودين في الخدمة دايمًا ياباشا.
ثم تنحنح ومَد يده لها بالچاكيت قائلًا: إحمم، خدي ياهمسة الچاكيت ده إلبسيه.
مَدّت همسة يدها له بتوتر شديد وأخذته منه.
نظر تيّام للجالِسة بالسيارة ضاربًا جبهته مُرددًا: أوبس نسيت أعرفكم، ثم صعدوا السيارة وهناك هتف وهو يشير بأصبعه_همسة دي ياسمين أختي، ياسمين دي همسة.
إبتسمت لها همسة بتوتر: أهلًا.
ياسمين بمرح: لا أهلًا إيه، وفجأةً ضمتها لها قائلة: تعالى في حضن أخوك يافواز.
رآهم تيّام ثم إبتسم على أخته ومن ثم حرك مقود السيارة.
______________________________
"في منزل همسة"
أوصلها تيّام وصعد معها كي يتحدث مع والدتها بشأن ما حدث.
وبالفِعل.. فَعل ذلك
وعندما عَلِمت سُمية ماحدث قالت بعياط وحُزن على إبنتها: شُكرًا يابني ليك، لولاك الله وأعلم ايه اللي كان ممكن يجرىٰ ليها، انا مهما أتشكرك مش هعرف أوفيك حقك، ربنا يجازيك كل خير يارب.
:من العفو حضرتك متشكرنيش، إشكري ربنا عشان هو عز وچل جعلني سبب اني أنقذها، وعن إذن حضرتك عشان إتأخرت، ومعلش ممكن تناديلي ياسمين.
_حاضر يابني، ثواني بس.
______________________________
على الطرف الآخر في غرفة همسة.
كانت تجلس شارِدة في ماذا كان يحدُث لها لولا مَجيء تيّام في الوقت المناسب؟
ظلت شارِدة ودموعها تسقُط عِندما تتذكر ماحدث لها، مُرددة: يارب والله أنا تِعبت، انا تعبت من كل اللي حصلّي وبيحصلّي، انا معدتش حِمل حاجة تاني يارب، يارب أنا معُدتش حِمل حاجة تاني والله تِعبت، ريحني يارب ريّح قلبي التعبان والهلكان ده يارب.
ظلت تبكي وَبِشدة.
على الأغلب همسة نست تمامًا وجود تلك التي تَنظُر لها وعيونها تتلألأ بالدموع على حُزنًا على حالتها،
وفجأة إقتربت منها ياسمين وبدون سابق إنذار ضمتها لها بِشدة تحاول بث الطمأنينة لها قائلة: انا مش عايزاكي تزعلي، انا أول يوم أشوفك هو النهاردة، ولكن شكلك عسول خالص وتتحبي بسرعة كبيرة، واللي متأكدة منه أن ده إختبار من ربنا ليكي، عشان هو بيحبك، فَـ مش عايزاكي تيأسي، ولا تزعلي، وانا متأكدة أن ربنا هيعوضك قريب أوي، بس متزعليش أرجوكي ولا تعيطي لأحسن والله هعيط معاكي وهنقلبها فقرة عياط دلوقتي.
ثم أخرجتها من حضنها وأخذت تدغدغ فيها محاولة أن تجعلها تبتسم وتضحك، ونجحت بالفِعل.
قطع صوت ضحكهم طرق على الباب، وكانت سُمية جائت تقول لياسمين أن تيّام في إنتظارها في الخارج.
هتفت بحنق: يعني حَبَك يعني يمشي دلوقتي هو التاني، ثم إلتفتت لهمسة وضمتها لتودعها قائلة بخفة: احنا خلاص بقينا صُحاب من اللحظة دي، وهاتي رقمك يلا عشان أسجِلُة.
أملتها همسة رقمها، وتبادلوا الأرقام، وبعدها غادرت ياسمين هي وتيّام.
______
سُمية بعياط: همسة يابنتي انتي كويسة يانور عيني؟.
ضمتها همسة قائلة: إحضنيني ياماما وخليكي نايمة معايا، مش عايزة أنام لوحدي النهاردة.
_حاضر يانور عيني، حاضر.
#يُتَبِع.
#آية_محمد.
متنساش تسيبلي رأيك في كومنت ياجميل.🥺♥️
لو لاقيت تفاعُل هنزل الباقي بالليل إن شاءالله.♥️